الجمعة، 26 سبتمبر 2014

* إِسماعيل مظهر ساهم في نقل الدارونية إِلى الشرق الإسلامي:



* إِسماعيل مظهر ساهم في نقل الدارونية إِلى الشرق الإسلامي:
دعا إسماعيل مظهر إلى الارتماء في أحضان الغرب وأخذ حضارته دون وعي وتمييز. وكان ضمن ثلاثة أسهموا بصفة بارزة في نقل الدارونية إلى الشرق بطريق الترجمة المباشرة وبالدراسة المستفيضة في الصحف هم: شبلي شميل وسلامة موسى وإسماعيل مظهر (1)
، والأولان نصرانيان أشهرا إلحادهما وكفرهما بكل دين (2)،
 أما الأخير فمسلم الأصل إلا أنه كتب ما لا يتردد أحد في نسبة قائله إلى الكفر، وكان لكتبهم وأبحاثهم الأثر الكبير في جيلهم ومن تلاه.
وكتب إسماعيل مظهر في عدد مارس 1928 م من مجلته مقالاً،جاء فيه:
" أما تفكير الإنسان الجدي فأصبح في تحديد علاقته لا بواجب الوجود ولكن بالكون، فبعد أن أسقط العلم الإنسان عن عرش الملائكة العلوي وأنزله إلى أفق الحيوان، أخذت الإنسان فكرة جديدة ليست بأقل إشكالاً من الفكرة التي ملكت زمامه من ناحية الأديان ".
" بعد أن أظهر النشوئيون أصل الإنسان الحيواني، وأثبتوه علميًا (! ) وبعد أن أثبت الجيلوجيون قدم الأرض والفلكيون قدم النظام الشمسي وأظهر هؤلاء بأبحاثهم سلسلة التدرج الطويل التي مضى عليها الكون لينتهي بظهور الحياة فوق الأرض أخذ العقل الإنساني سمته نحو التفكير كما هي عادته فيما يختص وراء هذه السلسلة الطويلة من قصد، وهل كانت متجهة بكل ما فيها من الصور لأن تنتهي بالإنسان على أنه القصد الأخير منها؟ "
"أما الثابت حتى اليوم فليس مما يرضي التفاؤل في مصير الإنسان، ولست أدري لماذا لا يشارك الإنسان الحيوانات في نهايتها المحزنة ما دام يشاركها في بداياتها الجميلة" (3)،
 وينتهي تأثره بداروين إلى قوله:
"اكتفت الأديان بالقول بأن الغاية من خلق الإنسان والجن هي أن يعبدوا الفه، فكرة حسنة ولكنها غير صحيحة (! ) إذ لو صح هذا إذن لاعتقد بجانبه بأن الله في حاجة لأن يعبده الإنس والجن (! ) ولظهر النظام الكوني في مجموعه بمظهر شيء ما خلق إلا ليعضد الحياة الإنسانية التي يجب أن تسخر لعبادة الله، وهذا في معتقدي أبعد الأشياء عن أن يكون الغاية من وجود الإنسان" (4).
والحق إن إسماعيل مظهر لم يكن إلا نموذجًا لكتاب كثيرين يتفاوتون في درجة التصريح بما يعتقدون لكنهم متساوون في المنطلق والغاية مثل منصور فهمي ولطفي السيد وأمين الخولي وطه حسين وأخيرًا صادق العظم (صاحب كتاب نقد الفكر الديني)، وآخرين ممن لا تأويل لما يكتبون إلا الخروج على الإسلام غير أن بعضهم تخفى تحت أقنعة البحث العلمي أو التمذهب الأدبي حتى لا يصدم مشاعر الجماهير فتنصرف عن إنتاجه" (5).

__________
(1) ألف شبلي شميل: "فلسفة النشوء والارتقاء"، وسلامه موسى: نظرية التطور وأصل الانسان"، وإسماعيل مظهر: "ملقى السبيل في مذهب النشوء والارتقاء".
(2) ولعلهما إنما يتظاهران بذلك لغرض خبيث فقد كان سلامة موسى عضوًا في جمعية الشبان المسيحين.

(3) المصدر السابق (ص 98).
(4) المصدر السابق (ص 100)

(5) "العلمانية" (ص 613 - 615).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق